الربيع العربي

آفة مبادرات العرب في ربيع الثورات

التحرك العربي في إطار الجامعة العربية أو في إطار دول الخليج، لم يكن متوقعاً أن يحقق شيئاً على أرض الواقع، لا قبل الربيع العربي ولا أثنائه، وهو الواقع الذي يدركه العرب من شرقه حتى غربه، وهي حقيقة أفرزتها المحاولات المتكررة لهذا التجمع وذاك، ولم يكن وحتى اللحظة يتعدى أن يكون إطاراً لصورة الواقع العربي المزري .

إلا أن الذي حصل في الربيع الليبي، من خلط في الأوراق بين الجامعة تلك والناتو، جعلت الشعوب لبعض الدول التي تشهد الربيع ، أن تصدق أن لتلك الجامعة يدٌ طولا، وبالتالي يمكنها أن تفعل خيراً كما فعلت لأهل ليبيا .

الربيع العربي

ولكن الواقع الذي يمكننا أن نراه بالعين المجردة بعد تدخلها في الربيع اليمني وبعد الذي جرى في المهل المتكررة للنظام السوري، دفعت بالشارع العربي إلى العودة إلى البدء، أي عدم الثقة بتلك الجامعة ولتعود مرة أخرى إلى ما كانت عليه منذ نشأتها إلى نقط الصفر .

هل تدخلت فرنسا وغيرها من الدول عبر الناتو في الشأن الليبي، لأن الجامعة العربية طلبت منهم ذلك، أم لأن لتلك الدول وعلى رأسها فرنسا مصالح كان لا بد من حمايتها؟.. وإذا إقتنعنا جدلاً أن للجامعة العربية اليد في هذا التدخل، وإن الذي تم كان بموافقتهم، وأنه لولا تلك الموافقة لما تجرأت فرنسا ولا الناتو في التحرك ضد القذافي ، فما هي الإغراءات التي قدمت لتلك الدول لكي تكون بأساطيلها رهنٌ لأصبع العربي، يحركها كما يشاء ومتى يشاء .

عندما يصرخ برهان غليون كرئيس للمجلس الوطني السوري، وهو يطلب راجياً من الجامعة العربية القيام بتدويل القضية السورية في المجلس الأمن، يعني ذلك شئ واحد، وهو أنه ومجلسه يثقون بتلك الجامعة، أو أنهم لايملكون أية إمكانيات أخرى يدفعهم لأن يتصرفوا على أساس القوة البديلة للنظام الوحشي أمام المنظمات العالمية !.. هنا يمكننا أن نسأل السادة في المجلس الوطني السوري المعين في إستانبول، هل أنتم مقتنعون حقاً بالمبادرة العربية؟.. وهل أنتم ترون المصالحة اليمنية التي قامت بها دول الخليج، إطار صحيح للواقع السوري أو حتى اليمني؟..وما هي إمكانياتكم الحقيقية وأنتم تجابهون نظام وحشي مايزال يتمتع بكامل صلاحياته كحكومة ذات شرعية دولية؟..

تمكنت دول الخليج العربي بمبادرتها من تقزيم الثورة اليمنية، طبعاً برعاية أمريكية، وحصل القاتل وأفراد عائلته والمقربون منه وحزبه على حصانة في الدنيا وفي الآخرة، الدنيا في اليمن وفي الآخرة يعني في أمريكا، والكل يعلم أن أفراد عائلته هم الآن في أمريكا مع كل ما خف وزنه وغلى ثمنه، وسيلتحق بهم المحروق بعد أن ينتهي من ترتيب البيت سعيداً منتشياً شامتاً ، وتختتم من بعده قصة الفيلم التراجيدي الذي طال عرضه ثلاثة عقود من القتل والظلم والسرقة بالكلمة الإنكليزية ( ذ إند ) ولكن بلكنة أمريكية وكمبارس عربي .

والحقيقة هي أن العم سام وبمعية العم صهيون، يريدون الخاتمة نفسها لإبن العزيز حافظ علي نبي سليمان الوحش، أي يبحثون عن مخرج مشابه للمخرج اليمني، وصاحبنا برهان غليون يتلكأ هنا وهناك وهو يوزع الآماني، ناسياً أو متناسياً الحقيقة التي تطرحها سيدة الغناء العربي في غنائها وهي تصدح للشاعر الكردي أحمد شوقي،( وما نيل المطالب بالتمني …ولكن تؤخذ الدنيا غلابا) وأنا وبكل أسف أقولها أنك ومجلسك مغلوب على أمركما، فلا حول ولاقوة إلا بالله .

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *