
مؤخرًا، انتخب البرلمان العراقي السياسي الكردي المخضرم فؤاد معصوم رئيسًا للعراق خلفاً للرئيس العراقي جلال طالباني الذي احتفظ بمقعد الرئاسة لدورتين متتاليتين بدأتا في عام 2005 ليصبح معصوم بذلك الرئيس السابع للجمهورية العراقية والرئيس الثاني من بعد الغزو الأمريكي.
وحصل معصوم على 175 صوتًا في جولة التصويت الأولى من مجموع 275، كما حصل في جولة الإعادة على 211 صوتًا، وجاء اختيار فؤاد معصوم بعد اتفاق الكتلة البرلمانية الكردية في مجلس النواب العراقي على تقديم فؤاد معصوم مرشحًا وحيدًا لتولي منصب رئيس الجمهورية بأغلبية ثلاثين صوتًا مقابل 23 لمنافسه على المنصب برهم صالح.
البطاقة الشخصية
هو فؤاد معصوم هورامي، ولد معصوم عام 1938 في قضاء كويسنجق التابع لمحافظة أربيل، في إقليم كردستان العراق، ودرس الشريعة والقانون في جامعة بغداد، عمل مدرسًا في كلية الآداب في جامعة البصرة عام 1968 ومحاضراً في كليتي الحقوق والتربية في الجامعة نفسها، سافر إلى مصر عام 1958 وحصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية من جامعة الأزهر عام 1975، كانت أطروحته للدكتوراه (إخوان الصفا فلسفتهم وغايتهم).
والده هو الشيخ ملا معصوم، كان رئيساً لاتحاد علماء كردستان ومن دعاة التقارب المذهبي بين السنة والشيعة، ويعتبر صديقاً شخصياً لسلفه جلال طالباني، متزوج وله 5 بنات وولد واحد توفي في طفولته.
التوجه الفكري والانتماء الحزبي
انضم في بداية حياته إلى الحزب الشيوعي، ثم استقال وانضم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1964. وشارك مع آخرين في تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يرأسه الرئيس السابق جلال طالباني، وهو عضو المكتب السياسي للحزب منذ تأسيسه وحتى الآن.
العمل السياسي
انضم معصوم إلى صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة ملا مصطفى البارزاني عام 1964، وفي منتصف السبعينات وتحديداً في الفترة من 1973 إلى 1975 عمل معصوم ممثلاً رسمياً للحركة الكردية في القاهرة، وبعدها عاد إلى العراق وشارك في تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي عام 1976.
وفي عام 1992 تولى منصب أول (رئيس وزراء لحكومة كردستان العراق) المنشقة عن الحكومة العراقية إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ثم ترك المنصب وتفرغ للعمل الحزبي حتى سقوط بغداد في 9/4/ 2003 .
ترأس خلال فترة حكومة الدكتور إياد علاوي رئاسة المجلس الوطني الذي كان نواة لبدايات تشكيل الدولة العراقية بعد الغزو الأمريكي عام 2003، وبعدها أصبح عضواً منتخباً في الجمعية الوطنية العراقية، وأصبح النائب الأول لرئيس لجنة صياغة الدستور العراقي، ثم شغل منصب عضو في مجلس النواب العراقي في دورتيه الأولى والثانية وكان رئيس التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي.
مؤخراً انتخب معصوم لمنصب رئيس جمهورية العراق في الدورة الانتخابية الثالثة في يوم 24/ 7 / 2014 بعد إجراء جولتين انتخابيتين فاز في الجولة الأولى بـ 175 صوتًا وبالجولة الثانية 250 صوتًا، وأدى القسم القانوني لمنصب الرئاسة أمام رئيس المحكمة الاتحادية العليا القاضي مدحت المحمود وأمام مجلس النواب .
الدور المنتظر
يعاني العراق قدرًا كبيرًا من التوتر السياسي والأمني منذ الانتخابات النيابية التي جرت في أبريل الماضي حيث فشل البرلمان حتى الآن في تشكيل حكومة بسبب الخلاف حول رغبة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ورئيس ائتلاف دولة القانون الفائز بالأكثرية البرلمانية في تمديد بقائه لفترة ثالثة، إضافة إلى التوترات التي تشهدها المحافظات الشمالية التي تشهد مواجهات بين الجيش من ناحية وعشائر العراق وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من ناحية أخرى.
يمثل الأكراد – الذين ينتمي إليهم معصوم – تحديًا آخر، خاصة بعد تصريحات مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق الشهر الماضي حول اعتزامه إجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان عن دولة العراق.
يأتي معصوم إذًا في ظل فراغ سياسي وتنازع عرقي وطائفي كبير، وعلى الرغم من أن منصب رئاسة الجمهورية في العراق لايعدو كونه منصبًا فخريًا إلا أن وجود شخصية كردية متفق عليها من معظم الأطراف، مثل فؤاد معصوم، في هذا المنصب قد يسهم إلى حد كبير في تخفيف التوتر الذي يسود العلاقات بين بغداد وحكومة إقليم كردستان، كما يأمل العراقيون أن تسهم شخصية معصوم المنفتحة في تخفيف حدة الاحتقان الطائفي بين فرقاء السياسة في العراق.
المصادر
- من هو فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق؟
- من هو فؤاد معصوم الرئيس العراقي الجديد؟
- من هو الرئيس العراقي الجديد فؤاد معصوم هورامي؟
- من هو فؤاد معصوم الرئيس العراقي الجديد؟
- فؤاد معصوم
- محمد فؤاد معصوم
- البرلمان العراقي يختار فؤاد معصوم رئيسا للجمهورية
المصدر : ساسة بوست