الكُرد و الثورة السورية: نداءٌ إلى الحركة السياسية الكُردية

الكُرد و الثورة السورية: نداءٌ إلى الحركة السياسية الكُردية

في خِضمِّ تطورات الثورة السورية, يُبدي الشباب الكُرد و بروحهم الوطنية العالية مدى استعدادهم للمشاركة في التظاهر و الاعتصام تأييداً لمطالب الشعب السوري ككُل في الحرية و الديمقراطية ليؤكّدوا أنَّ الكُرد جزءٌ لا يتجزَّء من هذه الثورة التي ترسم مستقبل سوريا الحرَّة, إلى جانب تفهّمهم للمرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد من هيجانٍ و مظاهرات غطت معظم أنحاء البلاد, و لم تكن المناطق الكردية إستثناءً, لا سيما و أنَّ شعبنا الكردي في سوريا قد عانى في ظل النظام البعثي القائم ما فاق بدرجاته كل أشكال التمييز و الإقصاء و التهجير و التخوين, إلى جانب الصراع الذي بدء منذ سنين طويلة ما بين هذا النظام و الشعب الكُردي في سبيل حل القضية الكردية و الإعتراف بحقوق شعبنا كاملةً.

إنَّ الحركة السياسية الكردية في سوريا لطالما مثَّلت الشعب الكردي بما في ذلك مطالبه و تطلعات شبابه في مستقبلٍ يضمن لهم واقعاً أفضل في إطار سوريا, و لا يمكن إنكار التضحيات التي قدمها العديد من نشطاء و قيادات الأحزاب الكردية من اعتقالٍ و مضايقات مستمرَّة من قبل الأجهزة الأمنية, إلّا أنَّ المرحلة التي تمر بها البلاد هي فرصةٌ لتأكيد مدى مصداقية هذه الحركة ككُل و التي لازال الشباب الكردي يؤامن بكونها الممثل الشرعي الوحيد للكُرد في سوريا, إلّا أن مشاركة ناشطي هذه الأحزاب لم ترتقي إلى المستوى المطلوب بعدْ, و لازالت حالةٌ من التحسبات تُعَنونُ الصمت الغير مُبَرَّر من قبل معظم الأحزاب الكردية في سوريا رغم حقيقة الواقع الأليم الذي عاشه شعبنا و لازال يعاني مرارته و خصوصاً في السنوات الأخيرة و منذ انتفاضة قامشلو في آذار 2004 من تضييقٍ و اعتقالات إلى جانب العديد من القرارات الجائرة بحقه. لذلك يتوجب على الحركة السياسية الكردية عدم فصل الشعب الكردي عن معايشة متطلبات الظروف الراهنة, و إنما الحثّ على الإنخراط الكامل و الصريح في مجريات الثورة السورية المُطالِبة بالحرية لكل مكونات و أطياف الشعب السوري, و للتأكيد على أنَّ الأساليب التي استخدمها النظام لامتصاص حماسة الشارع الكردي للانضمام إلى الثورة بائت بالفشل لوضوح عدم مصداقيتها منذ البداية, و الدليل الأكبر على ذلك هي حملة الإعتقالات التي طالت العديد من الشباب الكُرد منذ اندلاع الثورة.

سياسة الوقوف على الحياد و خصوصاً في هذه المرحلة التاريخية المهمة في سوريا ليس لها إلّا تفسيرٌ واحد, و سوف تنعكس تداعياتها على الشارع السوري بشكل كبير إنْ نجحت الثورة المناهضة لحكومة البعث, و حينها لن تنفع كل التبريرات المتاحة لعدم المشاركة في التظاهر و الاعتصام. الثورة السورية لازالت مستمرة و تضحيات الشعب السوري في سبيل الحرية و الكرامة بلغت ذروتها, و إنَّ فرصة توحيد الصفوف ما بين أحزاب الحركة السياسية الكردية و الشباب الكُردي لازالت مُتاحة, فهل ستستجيب أطراف الحركة لتطلعات الشباب الكُردي الثائر؟؟!!.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *