د. عبد الباسط سيدا: لا مفرّ من رحيل نظام بشار الأسد
الدكتور عبد الباسط سيدا العضو الكردي في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، يرى أن اختيار ممثّـلي الأكراد والعرب وكلّ المكوّنات السورية الأخرى في المجلس جاء كحالة استثنائية، حيث لم تجر انتخابات لاختيار الأعضاء، بمعنى أننا لا نملك الشرعية الديمقراطية. اعتمدنا مجموعة من المعايير للاختيار، وأوضحنا أننا سنعتمد على شرعية الانجاز. ويقول إن أكراد سورية يعانون اضطهاداً مزدوجاً من النظام، فليست لديهم حقوق سياسية أو اجتماعية أو إدارية، كذلك هم يتعرّضون الى مجموعة من الاجراءات الاضطهادية مثل التعليم القسري. ويأخذ الدكتور سيدا على المجلس الوطني السوري أنه تعامل مع قضية أكراد سو?ية، باعتبارها قضية لغة وثقافة وجوازات سفر، وليست قضية ثاني أكبر قومية في سورية. وبجانب القضية الكردية يتحدّث عن انهيار نظام الأسد وعن الموقف العربي والتركي والأوروبي، ويؤكد انتصار ثورة الكرامة السورية في النهاية.
«المشاهد السياسي» ـ لندن
> المعارضة السورية وشباب التنسيقيّات الكرديّة يحمّلون الرئيس بشار الأسد المسؤولية عن مقتل المعارض الكردي مشعل التمو، والسلطات السورية تتّهم جماعات مسلّحة.. ما قولكم؟
< المسؤول الأول والأخير هو السلطة الاستبدادية القائمة في سورية، وبطبيعة الحال الذي يقود هذه السلطة هو الرئيس نفسه. ولذلك نحمّل السلطة وعلى رأسها بشار الأسد مسؤولية اغتيال مشعل التمو.
> وأخيراً تشكّل مجلس وطني لأكراد سورية، ما تعليقك؟
< المجلس الوطني الكردي الذي تشكّل أخيراً هو نقطة تحوّل نوعيّة في العمل الكردي، ونحن على تواصل مع هذا المجلس. هذا المجلس خطوة صحيحة ولا بد من أن تستكمل بخطوات أخرى على صعيد توحيد الموقف الكردي، وعلى صعيد التفاعل مع الموقف الوطني السوري العام. هذا المجلس يضمّ أحزاباً تتمتّع بالعضويّة في المجلس الوطني السوري وأخرى ليست أعضاء، وتختلف تصوّراتها عن المجلس الوطني السوري.
إن تمثيل الأكراد في المجلس الوطني السوري لا ينسجم مع عدد الأكراد السوريين البالغ حوالى 4 ملايين نسمة، حسب التخمينات، أي حوالى 14ـ15% من مجموع سكان سورية، كما أن شباب التنسيقيّات الكرديّة ليسوا ممثّـلين في الأمانة العامة للمجلس، وهناك قرار بإضافة عضو من الشباب الكردي السوري إلى الأمانة العامة قريباً. كما أن هناك في المجلس دعوة الى النص، على أن يتكفّل الدستور بالحقوق القوميّة للشعب الكردي في سورية، وحلّ المسألة الكرديّة حلاًّ ديمقراطياً عادلاً في إطار وحدة سورية.
> هل لدى أكراد سورية تفكير في الانفصال؟
< الانفصال ليس مطروحاً على الاطلاق بالنسبة الى أكراد سورية. لكنني أعتقد أن اللامركزية الادارية في الوقت الراهن يمكن أن تكون مقدّمة لحلّ ديمقراطي لهذه المسألة التي يتعيّـن أن تترك للمستقبل، لأننا الآن في حالة مواجهة مع النظام. وعلينا أن نطمئن الجميع، بمن فيهم الأكراد، فلا يجوز أن يتخوّف أحد من سورية المستقبل. والكرد، باعتبارهم ثاني أكبر قوميّة في سورية، يجب أن يشعروا بأنهم جزء من الوطن، وأن هذا الوطن لهم كما هو لغيرهم. وخلال اجتماع مع وزير الخارجية التركي أخيراً، أوضحت أنه من دون حلّ عادل للمشكلة الكرديّة في?تركيا، ومن دون حلّ عادل للمسألة الكرديّة في سورية، لن يتحقّق الاستقرار في المنطقة.
> لماذا تتردّد تركيا في الاعتراف رسمياً حتى الآن بالمجلس الوطني السوري؟
< نحن نميّز بين الاعتراف بنا كمحاور أساسي، وبين الاعتراف بالمجلس كممثّـل للشعب السوري. هذا الأخير مسألة دستورية لها إجراءات قانونية نتفهّمها جيّداً. لكن ما نلمسه هو أن هناك اعترافاً بالمجلس الوطني كمحاور أساسي ولاعب في الساحة السورية.
السلطة فهي من طرفها تعتبر الشعب السوري بأكمله، بكل مكوّناته، مجرّد مندسّين متآمرين، ينبغي قمعهم وردعهم، وإجبارهم على الرضوخ،
> وماذا عن الشعب السوري؟
< السوريون تيقّنوا منذ عقود بأن النظام قد نسي وجود شعب اسمه الشعب السوري؛ وهذا ما يفسّر تخبّط زمرة القرار المتسلّطة على الحكم في سورية، بعد أن ظهر لها ما لم يكن في حكم المتوقّع بالنسبة إليها: شعب يطالب بحرّيّته وكرامته، وذلك على نقيض كل تقارير أجهزتها الأمنيّة التي كانت تؤكد لها، أن الوضع من جميع جوانبه هو تحت السيطرة وإلى الأبد، في غياب أي وجود حي لما اسمه الشعب السوري، هذا ما توهّموه، وما أثبت شبابنا عكسه الفاعل.
> المجلس يؤكد سلميّة الثورة السورية فما هو الموقف من نشاطات الجنود المنشقّين؟
< نحن لم نكن سبباً في انشقاقهم، بل ضغط النظام هو السبب، لكن هؤلاء سوريون ونتفهّم موقفهم، وهناك حالياً تنسيق في سبيل المحافظة على سلميّة الثورة.
> هناك مسيرات شعبية تؤيد النظام، فهل هي دليل على بعض الثقة الشعبية؟
< في خضمّ الصراع القائم، يغدو كل حديث عن الثقة بين السلطة والشعب صيغة من المجاملة الكاذبة، فالثقة باتت معدومة بين الطرفين. الشعب متيقّن من أن كل ما يطرخ عليه إنما هو من أجل التعمية والتضليل والاسكات، أما السلطة فهي من طرفها تعتبر الشعب السوري بأكمله، بكل مكوّناته، مجرّد مندسّين متآمرين، ينبغي قمعهم وردعهم، وإجبارهم على الرضوخ، والقبول مجدّداً بالذلّ والاستغلال. وفي المقابل، يدرك شعبنا بحسّه السليم زيف ادّعاءات السلطة وشعاراتها الجوفاء، وهو متيقّن عبر الممارسة اليومية أن سلطته هي مجرّد غول سادي لا يرتوي ولا ?شبع. يقتل، وينهب، ويهدّد بالمزيد من الخراب والتدمير.
حلفاءها من البرجوازيين سرعان ما سيغادرون مركبها، كونه في طريقه نحو الغرق
> كيف ترى الى وضع السلطة الحاكمة في سورية بعد نحو تسعة أشهر من الثورة؟
< مع دخول ثورة الكرامة السوري بمزيد من الاصرار والثبات شهرها التاسع، برزت جملة مؤشّرات تؤكد أن موقع السلطة بات مهزوزاً أكثر من أي وقت مضى، فالأزمة الاقتصادية العميقة المتفاعلة التي يعانيها البلد، باتت كابوساً يرعب زمرة القرار في سورية، وذلك لإدراكها أن حلفاءها من البرجوازيين سرعان ما سيغادرون مركبها، كونه في طريقه نحو الغرق. فعدم الاستقرار في البلد، واضطراب العلاقات مع المحيط الإقليمي، إلى جانب توتّر العلاقات مع الخارج الأوروبي تحديداً، كلّها معطيات كافية لأن يفكّر أصحاب المصالح الاقتصادية بضرورة فكّ الارتب?ط مع السلطة التي لم تعد قادرة ـ كما كانت فيما مضى ـ على منح امتيازات خاصة مقابل حصّة لا بد منها لمدبّري الصفقات. أما المؤشّر الآخر، فهو يتمثّـل في الموقف الأوروبي الضاغط الذي لم يعد في مقدوره غضّ النظر عن جرائم النظام السوري بحق المتظاهرين العزّل، المطالبين بالحرّيّة والكرامة والعدالة الاجتماعية. ومن الملاحظ أن الموقف الأوروبي هذا هو حصيلة ضغط الرأي العام الأوروبي، المتفاعل مع حركة الاحتجاجات العامة التي تقوم بها الجاليات السورية بكل مكوّناتها ضد قمع النظام من جهة، والرؤية والمصالح الأوروبية الرسمية من جهة?ثانية.
> وماذا عن الموقف الروسي والصيني؟
< ما يستشفّ من المعطيات المتوافرة حالياً هو أن الموقف الأوروبي سيتمكّن قريباً من التأثير في الموقف الروسي، ومن ثم الصيني، الأمر الذي سيؤدّي من جهته إلى تشديد الخناق الدولي حول النظام السوري، ورفع الغطاء عنه، ولعل هذا ما يفسّر لنا جانباً من لهجة التحدّي التي اعتمدها أخيراً وزير خارجية النظام السوري وليد المعلّم.
> والموقف العربي؟
< لا بد من أخذ المؤشّر العربي بعين الاعتبار، وذلك نظراً الى أهميّته الاستثنائية، في ما يتعلق بوضعية النظام السوري الذي كان قد تمكّن من تسويق نفسه ـ بناءً على معطيات مزوّرة ـ على أنه نظام المقاومة والممانعة، ولكن «ذاب الثلج وبان المرج» كما يقول المثل السوري، وتكشّف الوجه الحقيقي لهذا النظام الذي كان يستخدم كل أوراقه العربية والإقليمية والدولية من أجل الانقضاض على الداخل. وقد أتقن على مدى عقود اللعبة ذاتها، مستغلاً سلبية الأغلبية الصامتة من الشعب السوري، وواقع التشرذم في صفوف المعارضة المنظّمة السورية. غير أن?الموازين قد تغيّرت، ولم تعد الأساليب القديمة قادرة على معالجة الأوضاع الجديدة.
> وهل هناك مؤشّرات أخرى؟
< المؤشّر الأقوى الذي يؤكد ضعضعة موقع السلطة وترنّحه، هو إصرار شعبنا بكل مكوّناته وتوجّهاته على الاستمرار في ثورته المباركة، وذلك عبر تطوير طبيعة الاحتجاجات كمّاً ونوعاً، واستمراريّتها على مدار الأسبوع. كما أن الجهود التنظيمية في نطاق التنسيقيّات المحلّيّة، تؤكد أن المسألة لم تعد مسألة مطالب وحاجات جزئية ما زال الرئيس يعتقد من برجه العاجي، أن المواطنين السوريين يتوسّـلون الدولة من أجل أن تلبّيها لهم.
إنها باختصار: ثورة شعبية عارمة منظّمة، تمتلك الأدوات والرؤية المستقبلية، ثورة تشمل التظاهرات والاعتصامات والإضرابات العامة، حتى نصل إلى العصيان المدني الشامل الذي سيستمرّ إلى حين تحقيق أهداف ثورة الكرامة والحرّيّة، إنها ثورة تطالب بإسقاط النظام الأمني القمعي الذي لم يعد ينتمي إلى هذا العصر.
> تتحدّثون عن السلطة والنظام.. من فعلاً يحكم سورية؟
< إن سورية تعاني وضعاً معقّداً مأساوياً إلى أبعد الحدود. فنحن لا نعلم من هو الذي يحكم البلد بالفعل. الحكومة مجرّد واجهة، ومجلس الشعب هو الآخر مؤسّسة مسلوبة الارادة. القضاء مشلول. إنها مؤسّسات مهمّتها التزييف، في حين أن الأمراء اللامرئيّين في الدويلة العميقة هم الذين يتحكّمون بالدولة والمجتمع في سورية، كما يتحكّمون بمصائر الأفراد. إن الثقة معدومة بين الشعب والنظام، وهذا أمر طبيعي منطقي طالما أنه نظام الأمر الواقع، نظام لا يتمتّع بأيّة مشروعيّة كما أسلفت. النظام القائم في سورية يجسّد مركب الاستبداد والفساد أو الافساد كما استخدم عادة. وأساس الفساد هو الاستبداد. إنه نظام أمني بكل المقاييس، نظام وصفه بدقّة في الثمانينيات أستاذي الدكتور طيب تيزيني حينما قال: سابقاً كنا نتحدّث عن أمن الدولة. الآن نتحدّث عن دولة الأمن. شعار هذه الدولة إفساد من لم يفسد بعد، وإدانة الجميع كي يكونوا تحت الطلب. هذه الصورة كانت في الثمانينيات، ولكنها راهناً باتت أكثر قتامة وقساوة وشمولاً. سورية في يومنا هذا تعاني تراجعاً متواصلاً في ميدان الاقتصاد. أكثر من نصف سكان سورية يعيشون تحت حد الفقر. شبكات الدعارة والمخدّرات برعاية أجهزة المخابرات تنتشر في طول البلاد وعرضها، يحدث هذا كلّه في سورية على الرغم من إمكانيّات سورية، وخبرة السوريين، وقدرتهم الابداعية وإرثهم الحضاري.
> وكيف تنظرون الى الجيش؟
< بالنسبة إلى الجيش الذي من المفروض أن يكون مؤسّسة وطنية جامعة لكل السوريين، فهو يعاني مشكلتين أساسيّتين: الأولى: تتمثّل في تحويله إلى جيش عقائدي، وهذا معناه تحويله إلى مؤسّسة تابعة لحزب البعث، في حين كان من المفروض أن يكون مؤسّسة وطنية بعيدة عن السياسة الحزبية؛ مؤسّسة تخصّ كل السوريين، مهمّتها الدفاع عن حدود البلاد وحماية أمن الموطنين لا قصفهم وقتلهم. والثانية تتلخّص في النزعة الطائفية التي تحاول السلطة ترسيخها انطلاقاً من قاعدتها المعهـودة: فرّق تسد.
فالطوائف السورية الكريمة من سنّية وعلوية ودرزية، والطوائف المسيحية جميعها جزء من النسيج الوطني السوري الذي به نعتزّ ونتباهى. ولكن أن يلجأ النظام إلى الايحاء عبر ممارساته بأنه مناصر لهذه الطائفة أو تلك دون غيرها، فهذا معناه الاخلال بسلامة الوحدة الوطنية التي ينبغي أن تكون فوق أي اعتبار.
البعبع الكردي
> إثارة الفتن الطائفية من أدوات التسلّط وإشاعة الفرقة وسورية متعدّدة الطوائف.. والتخويف من الأكراد إحدى الوسائل.
< نحن في سورية مجتمع متعدّد المكوّنات، مجتمع يتألّف من طوائف وقوميّات متعدّدة. نعم هناك غالبية عربية، وهناك غالبية سنّية، ولكن المكوّنات الأخرى موجودة، لدينا الكرد والسريان والأرمن والتركمان والشركس والجاجان وغيرهم من المكوّنات القومية، إلى جانب الطوائف الدينية التي أتيت على ذكرها. المجتمع السوري يحتاج إلى ضمانات أكيدة تطمئن الجميع، وتصادر أيّ احتمالية من شأنها تعزيز روحية الانتقام أو عقلية الاقصاء. السوريون لا يريدون ما حدث في العراق. لقد اعتمد النظام بسلوكيّته اللامسؤولة، ورغبته في البقاء بأي ثمن، الطائفي? وسيلة لامتلاك قوّة الأمر الواقع، وذلك بفعل افتقاره إلى الشرعية الديمقراطية التي هي أساس كل الشرعيّات. ولكن تجدر الاشارة هنا إلى أن الطائفة العلوية الكريمة هي الأخرى تعاني ما تعانيه المكوّنات السورية الأخرى من غبن وتسلّط، والأمثلة في هذا المجال كثيرة.
وقد عمل هذا النظام دائماً على ترسيخ فكرة البعبع الكردي في ذهنيّة السوريين، مدّعياً أن الكردي هو مشروع انفصالي مؤامراتي؛ ولكنه اليوم يحاول بشتّى السبل استدراج الكردي إلى فخّه، ليقنعه بأن صفقة أمنيّة مع النظام من شأنها إيجاد الحلّ المقبول للمسألة الكردية في سورية، وهي المسألة التي تفاقمت وتعقّدت بفعل أيديولوجية النظام نفسه وممارساته.
لكن الكرد قالوا كلمتهم، وأكدوا ـ كما أكدوا دائماً ـ أن المسألة الكرديّة في سورية هي جزء من المشروع الوطني الديمقراطي السوري. ولن يكون هناك أي حلّ للمسألة المعنيّة بمعزل عن المشروع المعني. كما أن الديمقراطية السورية المنشودة لن تكون صحيحة معافاة من دون حل المسألة الكردية، وغيرها من مسائل المكوّنات السورية في إطار مشروع وطني متكامل، على قاعدة وحدة البلاد ومراعاة الخصوصيّات. وهي خصوصيّات لم ولن تكون قط مصدراً لأي خطر، وإنما على النقيض من ذلك، ستكون عامل تواصل وتفاعل بين مكوّنات النسيج الوطني السوري.
نحن لا نحلم، وإنما هي المعطيات التي تقول هكذا، وكل ما نحتاج إليه في هذا المجال يتمثّـل فقط في الصبر، والعزيمة، ورصّ الصفوف، ودعم الشباب بخبرة الكهول، وذلك عبر الانضمام إلى نشاطاتهم الابداعية غير المسبوقة، فذلك يرفع من المعنويّات، ويقلّل من المخاطر، ويؤكد وحدة المصير.
> كيف تنظر الى الأيام المقبلة؟
< إنها أيام مصيرية مفصليّة تستوجب الحكمة والجرأة، تستلزم القطع مع قيم الفساد والافساد، لتزدهر مجدّداً قيم التسامح والمحبة والايثار ونكران الذات. لنتجاوز الخلافات الهامشية، ولنترك الحساسيات الحزبية والشخصية جانباً، وننضمّ بكل شموخ وشرف إلى أبنائنا وبناتنا الذين من أجلهم عملنا، وبفضلهم نعيش نشوة هذه الأيام الاستثنائية المباركة التي ستكون من دون شك مادة غنيّة لتاريخ مجيد، تاريخ تكتب فصوله في شوارع وأزقّة درعا، وحمص، واللاذقية وبانياس، والصنمين، وتلّ كلخ، والعريضة، المعضمية، وسقبا، ودمشق، وقامشلي وعامودة، وغيره من المدن والبلدات والقرى السورية العزيزة كلّها علينا. تاريخ يكتب على وقع أزيز رصاص الشر، والصرخات المدوّية التي تطلقها حناجر شبابنا المطالبة بالحرّيّة والكرامة والعدالة، صرخات عرفت الهدف وأتقنت الوسيلة، ومن هناك كانت دعوتها إلى إسقاط النظام. نعم الشعب يريد إسقاط النظام الأمني القمعي القائم على الاستبداد والافساد والنفاق والتدجيل.
الوقت لنا جميعاً، والمستقبل لأجيالنا الشابّة التي أثبتت جدارتها وفاق كل المقاييس. الرحمة لشهدائنا، العزيمة لشبابنا وشابّاتنا، وكل المحبّة والتقدير لسورية العزيزة الحرّة الكريمة >
ماذا عن وجهة نظرك - بإمكانك المشاركة برأيك حول الموضوع
نحن نقدّر التعليق الذي تأخذه من وقتك لتكتبه الآن، فهو لا يساوي تعليقًا مجردًا، بل رأيًا نعتز به ونحترمه مهما كان مغايرًا، ومن المفترض أن تحترم أنت أيضًا الرّأي الآخر، وتلتزم النقد البنّاء الخالي من الشّخصنة أو الافتراء.
0 تعليقات
شكرا دكتور عبد الباسط سيدا وتحية الى الشعب السوري البطل