مظاهرات شعبية في إقليم كوردستان العراق احتجاجا على الغارة التركية
رئاسة الإقليم تدعو الحكومة التركية وحزب العمال الكوردستاني الحوار
دعا إقليم كردستان العراق أمس الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني الذي نادى بانتفاضة شعبية، إلى وقف جميع أشكال المواجهة على الحدود والجلوس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الصراع الدامي بتركيا وحل المشاكل السياسية عبر الحوار والتفاوض؛ لأن الحرب والقتال لن يحلا هذا الصراع الدامي المستمر منذ عقود طويلة .
من جانبه، دعا نيجيرفان بارزاني، نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، في رسالة
«إلى وقف فوري لحرب عبثية تجتاح تركيا منذ أمد بعيد وتتسبب بوقوع هذا العدد الكبير من الضحايا في كل مرة».
وأعرب بارزاني عن حزنه لوقوع هذا الحادث المؤسف، ونقل تعازيه إلى ذوي الضحايا الذين كانوا يسعون وراء أرزاقهم. وأشار إلى أن
«وقوع هذا العدد الكبير من الضحايا وإراقة دمائهم هو نتيجة لحرب عبثية لا طائل من ورائها، وتؤكد الحادثة الحاجة الملحة لإقرار السلام في المنطقة وحل جميع الصراعات والمشاكل السياسية عن طريق الحوار لوضع حد للمعاناة ووقف النزيف الدموي في تركيا».
وفي وقت سابق أصدر مجلس وزراء إقليم كوردستان في اربيل ، الجمعة 30-12-2011 بياناً يعزي ذوي وعوائل ضحايا كارثة شيرناخ :
في الوقت الذي تعرب فيه حكومة إقليم كوردستان عن قلقها تجاه هذه الكارثة المؤسفة، فإنها تدعو الى معالجة المشاكل بالطرق السلمية وعن طريق الحوار والتفاهم لكي لاتراق دماء المواطنين المدنيين مرة اخرى وترسيخ الاستقرار في المنطقة.
وبهذه الفاجعة تقدم حكومة اقليم كوردستان تعازيها ومواستها لذوي وعوائل ضحايا هذه الكارثة المؤسفة.

وعلى الرغم من أن حزب العدالة والتنمية، الذي يترأسه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وعلى لسان نائبه حسين جليك قد تقدم باعتذاره عن الغارة التي قال إنها استهدفت أشخاصا مدنيين وليس مقاتلين في حزب العمال الكوردستاني فإن القيادي البارز في حزب العمال الكوردستاني باهوز أردال دعا الشعب الكوردي في المناطق الكوردية بتركيا إلى الانتفاض، وقال في بيان نسب إليه:
«ندعو أبناء شعبنا في شمال كوردستان، خصوصا في شرناخ وهكاري، إلى الانتفاض ضد السلطات التركية والتعبير عن موقفهم الموحد تجاه هذه العملية الغادرة». واتهم القيادي الكوردستاني الجيش التركي بالقتل المتعمد للسكان المدنيين، مؤكدا أن «الحادث الذي أودى بحياة 36 مدنيا في منطقة شرناخ كان مدبرا ومخططا له مسبقا ولم تكن عملية لا إرادية».
على الصعيد الشعبي تصاعدت المواقف المنددة من قبل شرائح المجتمع في مختلف المدن الكوردستانية التركية وإقليم كوردستان العراق من خلال تنظيم مظاهرات مستنكرة للحادث.
ففي أربيل خرجت مظاهرة تضم أكثر من 1500 شخص تجمعوا قرب متنزه «شاندر» بمركز المدينة للتعبير عن إدانتهم واستنكارهم للعملية، لكن المظاهرة تحولت إلى أعمال عنف ومواجهات بين الشرطة والمتظاهرين بعد أن داس الكثير منهم على شتلات المتنزه واقتلعوا العلامات المرورية على الشوارع، مما أدى بالشرطة المحلية إلى إطلاق النار في الهواء لتفريقهم، وتمكنت تلك القوات من إخلاء المكان من المتظاهرين.
ففي أربيل خرجت مظاهرة تضم أكثر من 1500 شخص تجمعوا قرب متنزه «شاندر» بمركز المدينة للتعبير عن إدانتهم واستنكارهم للعملية، لكن المظاهرة تحولت إلى أعمال عنف ومواجهات بين الشرطة والمتظاهرين بعد أن داس الكثير منهم على شتلات المتنزه واقتلعوا العلامات المرورية على الشوارع، مما أدى بالشرطة المحلية إلى إطلاق النار في الهواء لتفريقهم، وتمكنت تلك القوات من إخلاء المكان من المتظاهرين.
إلى ذلك، دعت 18 منظمة من منظمات المجتمع المدني بكوردستان، في بيان لها، إلى مواجهة ما وصفتها بعمليات الإبادة التي يتعرض لها الكورد في تركيا، وقال البيان: «إن هذه المجزرة التي ارتكبتها الطائرات التركية تدخل في نطاق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وإن اعتراف حزب العدالة والتنمية والجيش التركي بارتكاب تلك المجزرة لا يعفيهما من المسؤولية، وتجب معاقبة قادة الجيش الذين ارتكبوا هذا العمل الإجرامي ضد المدنيين».في السياق ذاته، دعا 42 برلمانيا في إقليم كوردستان في مذكرة رفعوها إلى الرئاسات الثلاث بالإقليم إلى التحرك السريع لوضع حد لإراقة المزيد من دماء الشعب الكوردي في تركيا، ودعوا أيضا المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته لردع النظام التركي من الإيغال أكثر من ذلك بدماء المدنيين وجعلهم وقودا لحربها مع العناصر المعارضة لها». وأدان علماء مسلمي كوردستان ذلك الحادث في بيان أصدره المكتب التنفيذي لاتحاد علماء المسلمين ودعا المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته لوقف (الظلم) الواقع ضد شعب مقهور في تركيا هو الشعب الكوردي».
كورتوك