أردوغان والوحش صورتان لعملة واحدة

 

العملة القذرة التي يتم تداولها في كلٍ من تركيا وسوريا، تحمل صورتين متناقضتين من حيث الشكل الخارجي، فيهما من القبح ما يجمعهما، فالأول ملتحى ببعض الشعيرات الدقيقة في الحنك كما هو عليه الجنس التتاري، وهي كل ما إستورثه صاحب الصورة تلك من الخلافة العثمانية، وأما الصورة الثانية، فلا يكاد يظهر للعيان ما يميز صاحبها عن ضبعٍ إفريقي قذر، مع ذلك هو تحت مسميات ليست ببعيدة عن هذا المفترس، فهو تارة وحش من آل الوحش وأخرى أسد، والمهم في كل هذا وذاك هو أنهما يحملان جينات وراثية صبغتها الإفتراس، تفتك بكل ما فيه للبشر من صفات .

الأول إعتمد الإسلام ليمرر أحلامه عبر جدار الممانعة في تركيا أولاً وفي الوطن العربي ثانياً، ولم يكن هذا الجدار إلا رد فعل حقيقي كان أساسه الخوف من صعود الإسلام المتطرف، إلا أنه حاول وبشكل مقنع أن يلعب على مواطنيه وأطراف الثورات العربية بإسلامٍ معتدل، والهدف من كل ذلك تحقيق حلمٍ راوده، فيها يحمل صولجان أحد سلاطين بني عثمان حاكماً لأرضٍ تمتد من الأطلسي غرباً والهندي جنوباً حتى الخليج الفارسي شرقاً وقزوين شمالاً .

أما صاحب الصورة الثانية والقصد هنا بشار حافظ سليمان الوحش، فهو لم يكن يملك سوى إسطوانة مشروخة ليعزف عليها كوالده المقبور، وهي القضية الفلسطينية التي أصبحت في عهده وعهد كلٍ من والده وعمه حسني الغير مبارك إلى مسرحية هزلية كتب فصولها صهيوني كشارون يلعب فيها لوحده دورالبطولة والضحية .

لنأتي على إسلام حفيد آل العثمان السلطان أردوغان صاحب الصورة الأولى، وعلى ما جنت يداه في الفترة الزمنية القصيرة التي حكم فيها موطن الذئب الأغبرأتاتورك الماسوني .

عندما نعلن أن أردوغان يمثل الإسلام المعتدل، فهذا يعني وبكل تأكيد الوجه الحقيقي للإسلام الصحيح أو القريب جداً من هذا، ولكن وللأسف الشديد، لم يكن ما قام به هذا الرجل وحزبه سوى طنين لصولجان ملطخ بالدماء، وأولى قطرات تلك الدماء، كانت من الجرح الكردي النازف منذ عهود!..

كذب هذا الرجل وهو يحاول أن يعدل بين طرفي النقيض في دولته، بين الكرد المدمرة أرضه بقنابل من كل نوع وهم يلقونها عرضاً وطولا منذ أكثر من قرن، وبين أرض تركية هي الأخرى لم ترى سوى الحقد المغروس منذ عهود وشوفينية أساسها عنصرية زائفة ضد شركائهم من الكرد في هذا الوطن الذي يرفض بالرغم من صيحات الديمقراطية في نبرته أن يشاركه فيها أحد تحت أي مسمى سوى إسم تركيا للأتراك، لهذا السبب الإعتقال يطال رموزٍ كردية منتخبة رافضة لمبدئه، ولنفس الأمر يقتل كل شئ يتحرك على أرض مساحتها يتجاوز مساحة كلٍ من هولندا وبلجيكا، هي ما يعيش عليه الأكراد منذ ما يقارب الخمسة ألاف سنة، أي بالتأكيد قبل قدوم السلجوق الأول جد أردوغان، هذا إن لم يكن هو الآخر كزعيمه أتاتورك مستتركاً .

وكذلك كذب الوحشي ومايزال يكذب وهو يوزع عقود الإصلاح بين شرق البلاد وغربه، ولم يحصد مواطنيه سوى الإعتقال والقتل والسرقة للمال العام والخاص بمنتهى الحقارة وبمنهجية عالية الدقة، وبالتالي ليعتمد إسلوب أحد أجداده من آل شارون ليسفك دماء الأبرياء والأطفال من الثوار في كلٍ من درعا وحمص وحماه ودير الزور والحسكة…..الخ… التي فيها من البشاعة ما يترك المرء أن يسأل نفسه، ترى ماذا حلت بالبشرية ليترك هذا الضبع أن يتمرغ بقبحه في دماء الأطفال والنساء؟…

آخر ضحايا الذئب أردوغان، شباب لم يكن لديهم سبيل آخر سوى أن يسيروا عليه كأبائهم وأجدادهم تحت نير الحصار الخانق لمناطقهم من قبل جيوشه ومخابراته، وهو أن يجتازوا خطوط الموت ليستمروا في الحياة، أن يجتازوا أرضٍ تخصهم مغروسة بألغام الحقد والكراهية، إلا أن الأعظم هو أنهم قتلوا بطائرة غير مسكونة، يوجهها قيادة لاتملك سوى رغبة القتل لكل ماهو كردي .

هنا أسأل نفسي ولأول مرة في حياتي وأنا أجتاز العقد السادس من عمري، ماذا كان يفعل السيد مسعود البرزاني رئيس الأقليم الكردي المحرر ورئيس الجمهورية العراقية الزعيم الكردي السيد جلال الطلباني وهم يعلمون علم اليقين أن الحدود التي هي وهمية بين كلا الدولتين يجتازها ليلياً أكثر من عدة مئات من خيرة شباب الكرد للإرتزاق من تهريب سلعة المازوت؟..وترى لصالح من يتم التقنين لتلك السلعة بعملية التهريب، وبتلك الصورة المأساة؟ ..

ألم يكن من الممكن أن يتم إتفاق مبدئي بين الأقليم ودولة أردوغان من جهة، ومن جهة أخرى بين حكومة الأقليم وحزب العمال الكردستاني لتحديد منطقة محرمة عسكرياً لتسهيل مهمة هؤلاء الشباب وبالتالي حمايتهم من غدر عسكر الذئب أردوغان؟..أم أن التاجر يبقى تاجراً حتى لو كان إسمه نيجرفان برزاني أو مراد قره يلان!..أو أن يتم مراقبة كل ذلك من قبل البشمركة وبمعرفة مسبقة من جيش أردوغان حتى لاتفتك بهم ذئاب الغبر بمبرر أوبدون مبرر .

 
 
 

لا تعليقات حتى الآن

كن أول شخص يعلق ع المقالة و شاركنا وجهة نظرك.

 
 

ماذا عن وجهة نظرك - بإمكانك المشاركة برأيك حول الموضوع


نحن نقدّر التعليق الذي تأخذه من وقتك لتكتبه الآن، فهو لا يساوي تعليقًا مجردًا، بل رأيًا نعتز به ونحترمه مهما كان مغايرًا، ومن المفترض أن تحترم أنت أيضًا الرّأي الآخر، وتلتزم النقد البنّاء الخالي من الشّخصنة أو الافتراء.