عندما اجتاح مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية شمال العراق في الصيف الماضي واستولوا على مدينة الموصل، اكتسبت الجماعة سمعة تفيد بأنها لا تقهر. والآن، وبعد أن طردوا من المدينة الحدودية السورية كوباني، قال مسؤول كردي عراقي رفيع الثلاثاء (27 يناير 2015) إنه قد تم تحطيم أسطورة قوة المتطرفين، وأعداؤهم يتطلعون للهجوم على الموصل.
الموصل، التي تقع على حافة المنطقة الشمالية في العراق المعروفة باسم كردستان، كانت جماعة الدولة الإسلامية قد سيطرت عليها في يونيو الماضي. صرح فؤاد حسين، رئيس الأركان التابع لرئيس حكومة إقليم كردستان يوم السبت الماضي (24 يناير 2015) بأن قوات الأمن الكردية تقترب الآن من الموصل، وأنها قد وصلت إلى ضواحيها. وقد أطلقت القوات الكردية صواريخ على المدينة.
ولكن لاستعادة الموصل، فإن القوات الكردية المعروفة باسم البيشمركة في حاجة إلى مساعدة. تتألف الموصل في معظمها من العرب السنة، وتقع في منطقة متنازع عليها التي ادعى الأكراد أيضًا أنها ملك لهم. قال حسين فؤاد إنه لهزيمة الدولة الإسلامية، يجب على الأكراد تجنب الظهور بمظهر جيش الاحتلال.
“للسيطرة على الجانب العربي من الموصل، فإن الأكراد بحاجة إلى شريك للقيام بذلك. وهذا الشريك لا بد أن يكون قوة عربية” صرح حسين فؤاد لفورين بوليسي.
حاليًا، من المتصور أن يكون الجيش العراقي الذي يهيمن عليه العرب شريكًا للبيشمركة. ومن غير الواضح مدى استعداد الجيش العراقي لهذه المهمة، وحسين فؤاد نفسه غير متيقن كيف تسير جهود تحسين مستوى الجيش.
وقد ساعدت الأحداث في كوباني، حيث مهد نحو 150 من قوات البيشمركة الحملة البرية، على الأقل في وضع الأساس النفسي لهذا الهجوم. “لقد تم كسر أسطورة أن تنظيم الدولة لا يمكن هزيمته”، قال حسين في مقابلة عبر الهاتف.
ومع الاعتراف بأن الاستيلاء على الموصل من داعش سيكون أمرًا مستحيلاً للمقاتلين الأكراد بمفردهم، فإن وجود الدولة الإسلامية على أعتاب كردستان العراق يمثل “كابوسًا”. لقد تواجد هناك من قبل زعيم الجماعة، أبو بكر البغدادي، الخليفة المعلن، ويمثل استعادة السيطرة على تلك المدينة بعدًا رمزيًا ونصرًا عسكريًا هامًا على حد سواء، في محاولة كبح جماح المكاسب الإقليمية للدولة الإسلامية.
كما أن استعادة الأكراد لكوباني يمثل انتصارًا كبيرًا للجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لصد الدولة الإسلامية باستخدام مزيج من الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، ودعم القوات المحلية على الأرض. ووفقًا للقيادة المركزية الأمريكية، ففي خلال الساعات الـ24 ما بين الثامنة صباح الأحد والثامنة صباح الاثنين بالتوقيت المحلي، قامت الولايات المتحدة وقوات التحالف بشن 17 غارة جوية قرب كوباني استهدفت مقاتلي الدولة الإسلامية.
والآن، يرفرف علم وحدات حماية الشعب فوق تلال كوباني.
مترجم عن فورين بوليسي foreignpolicy | رابط المقال الأصلي : With Islamic State Routed From Kobani, Kurds Eye Mosul